البصرة / فنارات    

ايناس ، مواطنة البصرية ذات الخمسين عاما ، لها قصة مع مرض السرطان الذي اصيبت به منذ عام 2017 ، دوت صرختها ممزوجة بالم شديد في اركان البيت ، وتبعثر نظامها وازداد همها بسبب المرض اللعين ، وحاولت ان تتشبث بالحياة من اجل بسمة امل ، وفعلا كانت ذات ارادة قوية وعزيمة لاتنتكس امام المرض اللعين .

وهي الان اجتازت مرحلة العلاج الكيمياوي ، واصبحت امرأة اخذت على عاتقها في ( جرعة امل ) ان تنقل تجربتها الى المريضات بالسرطان وعدم استسلامها من خلال مقاومتها . لتعلن انتصارها ونهاية النفق المظلم .

وتروي ايناس جودة البدران ، قصتها مع المرض ، قائلة :" بعد اصابتي بالمرض اللعين منذ 9 سنوات توكلت على الله ، وانتابني احساس غريب ببعض الاعراض الجانبية الزمنتي المتابعة ،وبلاتهاون ، مسرعة نحو فحص الماموغراف لاكتشف انني مصابة بسرطان الثدي في شهر ايلول 2017.

وتابعت :" ان اثر الصدمة لايوصف ، وان قرار الاستسلام كان اول ما برز امام عيني ، الا ان والدتي حفظها الله ، كانت اكبر داعم لي واخبرتني انني سأكون بخير عندما نبدأ الخطة العلاجية ، وفعلا توجهت نحو الطبيب المعالج لنبدأ رحلة الامل لحياة جديدة عندها بدأ المشوار بتركيز الفحوصات لتأكيد مكان الإصابة والتأكد من عدم انتشاره الى ان وصل القرار بوجوب اجراء عملية الاستئصال الجراحي".

واضافت :" ان العملية اجريت يوم 29 تشرين الأول 2017 ، والحمد لله تكللت بالنجاح ،حينها شعرت انني تخلصت من الكابوس الذي حل بي في أيلول. وفي هذا الوقت اخبرني بعض الأصدقاء انهم على علم بوجود حالات شفاء تامة لهذا المرض وتم تزويدي بارقاهم هواتفهن واستمرت اتصالاتي بالحالات السابقة وانا على يقين انني سأتماثل للشفاء مع بعض الصعوبات ".

ومضت ايناس قائلة :" بعدها جاء قرار الجرعات الكيمياوية، و كانت من اصعب القرارات التي تتقبلها النساء ، ليس خوفاً من الجرعات ، انما بالأساس الخوف على سقوط الشعر بالكامل مع بعض التساؤلات في إمكانية عودته من عدمها ، وهنا اطلقت ( جرعة امل ) على اول جرعة كيمياوي لاتخلص من الخوف... والكل اخبرني انها فترة وسيعود كل شيء الى وضعه الطبيعي ، وبدأت استمع لحالات النجاح في العلاج واغلق اذني عن أي حالات الشكوى والوجع .

واشارت الى :" ان رحلة العلاج الكيمياوي انتهت بعد اشهر ، ومن بعدها بدأت رحلة العلاج الهرموني مع استمرار المتابعة الدورية والفحص الشهري".

واكدت :" ان (جرعة امل) وهبتني حياة جديدة اساسها القوة وعدم الاستسلام للأفكار السلبية ".

وكانت خلال رحلة علاجها مستمرة بالدعم النفسي والمعنوي للمريضات بعدم استسلامهن للشائعات التي تسبب انتكاسة للمريضة او يتفاقم المرض عليها .

واوضحت :" التزمت 100% بكل ما يطلب مني من فحوصات وقلة الاختلاط بالناس كي لا اتحمل عدوى الانفلونزا إضافة الى التزامي بشرب الماء بكثرة وتناول الاكل الصحي البعيد عن تجويع الخلايا او مايرشدني له من الاهل او الأصدقاء.

ونظمت حملة اطلقت عليها اسم (جرعة امل) ، وكانت بمساندة ومباركة طبيبها المعالج الدكتور رافد عادل عبود . وحضرت ورشا طبية لاطباء الأورام والكادر الصحي ، و تعرفت على مجموعة من اطباء الاورام الذين ساندوها وقدموا لها الدعم .

واستمرت يناس البدران بهذا النهج الانساني من خلال ( جرعة امل ) لترسم الابتسامة على وجوه المرضى المصابين بالسرطان وتشجعهم على التماسك والاصرار وتحدي المرض .

ويقول شقيق ايناس ، الناشط المدني طارق البدران " الذي رافقها خلال رحلتها مع مرض السرطان " في تلك ليلة حزينة على ما اعتقد انها الجمعة   ومع  اذان المغرب .. رن الهاتف واذا  بصوت شقيقتي ايناس ، وهي تسأل  اين انت طارق ؟ اجبتها في حينها في شارع الفراهيدي للثقافة ، والتقيتها في الشارع المكتظ بالناس و بين الكتب وجلسات الشعر في وقتها ، كلمتني طارق كنت  انا كنت عند الطبيب وتحشرجت الكلمات في فم شقيقتي ايناس وهي  تخبرني " ان  السرطان  داهمني لم تنطقها بلسانها  لكني  اقراء عيونها  ، ومنذ ذلك اليوم بدأت رحلتنا والصراع العنيد  مع هذا المرض  القاتل .

واضاف :" رغم مرارة المعاناة  ، بدأت ايناس تخوض تجربه قتال المرض وكانت تتمالك اوجاعه وهي تقول ان الله هو المشافى والمعافى وكل امنياتي انحصرت في ان تبقى شقيقتي على قيد الحياة وهي الان تواصل خطواتها بعد تجربتها من اجتياز المرض لمرحلة العلاج الكيمياوي والتحول الى العلاجات التحفظية الهرمونية .مشيرا الى انه  تلمس تلك المعاناة على مدى سنوات ، لم اتوارى عن دوري فاطلقت حملتي لإنقاذ الاطفال المصابين بالسرطان من خلال زيارتهم وتقديم المساعدة لهم في مستشفى الطفل للأمراض السرطانية بالبصرة .. / انتهى