|
1
اكتوبر
2024
|
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون... المذيعة الرائدة هدى رمضان
نشر منذ 2 شهر - عدد المشاهدات : 64
|
حاورها / جمال الشرقي
- نتيجة لمعلوماتها الخارجية وقراءاتها للكتب والروايات العالمية وهي لما تزل في ريعان شبابها وحفظها للكثير من القصائد الشعرية ولغتها العربية السليمة لم تشارك في العمل في أقسام الإذاعة كمتدربة بل طلب منها الدوام مباشرة في قسم المذيعين وبعد 20 يوما طلب منها لأول مرة تقديم برنامج ما يطلبه المستمعون وكانت تلك بداية عمل المذيعة الرائدة هدى رمضان استضفناها بعد سنين طويلة من اعتزالها العمل كمذيعة رائدة وكان لابد لنا أن نطرح السؤال التقليدي .كيف كانت البداية وكيف ولجت العمل الإذاعي فقالت
- عام 1967 كان بداية دخولي إلى الإذاعة
- لابد انك خضعت للاختبار
- نعم كل مذيع يروم العمل كمذيع لا بد أن يخضع للاختبار ففي حينها كانت لجنة الاختبار تتكون من رئيس المذيعين الأستاذ إبراهيم الزبيدي وللغة العربية د.فؤاد عباس وللإلقاء اسعد عبد الرزاق والرابع لا أتذكر اسمه وكان الاختبار يتضمن قراءة ورقتين الأولى نشرة أخبار صغيرة والثانية بعض الأبيات من الشعر العربي الفصيح وتم الاختبار والتسجيل في أستوديو التسجيل الرئيسي للإذاعة وذلك لمعرفة صفاء ونقاء وسعة صوت المذيع الحقيقية وكان مكانة في البنكلة القديمة للتلفزيون .
- هل تتذكرين شكل الأستوديو حينها
- للأستوديو الإذاعي موصفات متميزة من ناحية العزل الصوتي وأجهزة التسجيل إلى درجة أنني استطيع أن اصف لك الدقة من خلال حالة حدثت في حينها فلم نسمع الاطلاقات النارية والمدفعية يوم انقلاب 1968 وكان الأستوديو مع الأجهزة روسي الصنع .
- لنعد إلى موضوع الاختبار ونسألك عن النتيجة الخاصة بك وببقية المتقدمات.
- ظهرت نتائج الاختبار ونجحت فيه مع عدد من الزملاء والزميلات اذكر منهم خيرية حبيب وبشرى ألجميلي وسميرة زوجة المخرج صلاح كرم وهناء محمد ( المذيعة وليست الممثلة) وعدنان الجبوري مدير عام التلفزيون فيما بعد و د. عبد الجبار جعفر ( أستاذ جامعي حاليا) والأستاذ ميسر .
- نجحت كمذيعة للإذاعة ولم يكن لديك طموحا للتلفزيون
- كنت من الوجوه الصالحة المرشحة للتلفزيون إلا أني اعتذرت عنه وتقدمت خيرية وبشرى وسميرة للعمل فيه .
- أين كانت الإذاعة تقيم دوراتها للمذيعين
- منذ ذلك الوقت ولا زالت الإذاعة تقيم دوراتها في مبنى معهد التدريب الإذاعي والتلفزيوني المقابل للإذاعة الدورة الأولى في معهد التدريب الإذاعي (مقابل مبنى الإذاعة) لمدة 3 أشهر ودرسنا اللغة العربية والانكليزية والصوت والإلقاء والإذاعة .
- من الأساتذة كان يحاضر عليكم
- من الأساتذة اللذين درسونا في المعهد اسعد عبد الرزاق و بدري حسون فريد ود.فائزة الأسمر (فلسطينية للغة الانكليزية) و د.فؤاد عباس و د.عناد غزوان .
- كيف كانت طريقة تدريسهم لكم وكيف كانت الإذاعة تتعامل مع المذيع الجديد
- إضافة إلى طريقة تدريسنا وما نتعلمه من الأساتذة المحاضرين كان المتخرجون من المعهد يستمرون بالتمرين والاستماع والجلوس مع المذيعين القدامى في الأستوديو الإذاعي ولمدة أربعة أشهر لا يقدمون سوى (هنا إذاعة جمهورية العراق) .
- طيب لتروي السيدة هدى بعضا من ذكرياتها ...
- برنامج نشرة البيانات والإعلانات الرسمية كان من البرامج التي كنت لا ارتاح إليها وذلك لصعوبة وغرابة أسماء بعض الفلاحين ممن ترد أسماءهم في قانون الإصلاح الزراعي من لجان الاستيلاء وتلك مسؤولية أدبية لان هذه النشرة هي السبيل الوحيد للفلاح لسماع اسمه ومراجعته لدوائر الدولة لضمان حقوقه وكنت أضع خطا احمر تحت هذه الأسماء وأحفظها قبل إذاعة النشرة .
- من المعروف أن الإذاعة كانت تعمل على مراقبة البرامج والإخبار وتدقق في كل ما يبث من الراديو ومتابعة المذيعين ومقدمي البرامج
- الاذاعة كانت ولحين تقاعدي من العمل تدقق في كل ما يذاع كانت مستمرة وجدية وبصرامة مفرطة وكانت الغلطة مكلفة جدا في حينها ويغرم المذيع 5 دنانير عنها وكان مبلغا لا يستهان به في ذلك الوقت حيث كان الراتب الكلي 30 دينار فإذا كانت هناك غلطة واحدة أسبوعيا فإنها تعني غرامة 20 دينار أي يعني ( طار الراتب ) .
- ما هي اساليب متابعة البث
- هنالك تسجيل صوتي كامل مستمر طيلة فترة البث لكل ما يذاع من إذاعة بغداد في الكنترول على شرائط كبيرة (بكرات أيمي) لمراجعتها حين الطلب عند حدوث مشكلة أو خطأ ما .
- إعداد الإخبار وتقصي الخبر والحصول على الجديد
- كانت نشرات الإخبار من الأمور المتعبة حيث كانت ترد النشرات الإخبارية من وكالات الإنباء الثلاث رويتر والفرنسية واسيوشيدت بريس بأوراق سمراء باهته وكتابة حمراء مقطعة وتصور مدى الصعوبة في قرائها لأول مرة وعلى الهواء مباشرة . وكانت يؤتى بها لنا من الوكالة على الدراجة الهوائية (البايسكل) شخص اسمه حنون .
- كيف كنتم تتعاملون مع المايك هذا الجهاز الصغير المرعب
- كنا نسمي المايكروفون الحبيب الجبار أو الدكتاتور الغدار حيث كان يقدمنا بالصورة الجميلة الرقيقة للمستمعين وبغلطة واحدة ينقلب إلى دكتاتور لا يرحم .
- وكيف تصفين مستوى العاملين في الإذاعة آنذاك
- كان هنالك جيش من العاملين الأكفاء في الإذاعة بإمكانيات فنية وثقافية متقدمة وكانت مهنة المذيع أو الإعلامي أو معد البرامج أو التنسيق أو الإخراج تتم على اعلى المستويات ويختارون من الطبقة المتميزة المثقفة وذو إمكانيات فنية وإعلامية عالية .
- هل فقط كانت إذاعة بغداد في العراق
- كانت هنالك 13 إذاعة عراقية موجهه باللغات الانكليزية, الفرنسية, الألمانية, الاسبانية, الفارسية, البلوشية, الأوردو , و العبرية . وكنا نشارك أحيانا في بث نشرات الأخبار للإذاعة الموجهة إلى أوربا .
- واهتماماتك الأخرى
- كنت أتذوق الشعر واعشقه ولازلت وكان المرحوم سامي السراج يعد ويقدم برنامج (كلمات على الشاطئ) في أستوديو التسجيل 9 ويبث في الساعة 12 مساء وطلب مني أن نعمل محاورة بالشعر بيني وبينه كحبيبين ولا نجعل المستمعين يشعرون بأننا نقرأ شعرا مكتوبا./ انتهى