|
27
ديسمبر
2024
|
خطيب الكوفة يعزو سبب تضاعف قوة الفاسـدين والمنحـرفين إلى عدم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
نشر منذ 17 ساعة - عدد المشاهدات : 4
|
النجف/ فنارات / عمر الجابري
عزا خطيب وإمام جمعة مسجد الكوفة المعظم الشيخ محمد الوحيلي ، سبب تضاعف قوة الفاسـدين والمنحـرفين إلى عدم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
و قال الوحيلي في صلاة الجمعة المركزية: أعْتَبَرَ الإسلامُ الأمْرَ بِالمَعْروفِ وَ النَهيَ عَنِ المُنْكَرِ مِنَ الواجِباتِ الأساسِيّة في حَياةِ الأُمَّة ، وَ تَرْك هذا الواجِب تَشجيع لأهْلِ المُنْكَر ، وَ سَبَبٌ لانتِشارِ الفَسـادِ وَ الأفكارِ المُنحَـرِفَة ، فَعِندما يَرتَكِبُ النَاسَ المُنكَرات وَ لا يَعْتَرِضُ عَلَيهِم أَحَد ، وَ لا يَرتَفِعُ صَوتٌ ضِدَّ ذلكَ ، فَمِنَ الطَبيعيّ أنْ يَقوى خَطُّ الإنحـراف وَ الظُلم ، وَ يَضعُف خَطُّ المُستَضعَفينَ مِنَ الناسِ .
و أضاف : فَعِندما يَسودُ الظُلم وَ يَنحَـرِفُ الناسَ ، وَ لا يَأمُرُهُم أَحَدٌ بِالمَعروفِ وَ لا يَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ ، تَتَضاعَف قُوة الفاسِـدينَ وَ المُنحَـرِفينَ ، و مِنْ هُنا أستَشْعَرَ المَرجِع الديني الأعْلَم الناطِق الشَهـيد السَيّد مُحمَّد الصَدر (رحمه الله) ، هذا الواقِع الفاسِـد في زَمَنِ الطاغية الهَدّام ، وَ لَمْ يَتَصدّى أَحَدٌ لأسبابٍ عَديدةٍ مَعروفَةٍ لَدى الجَميع .
و تابع خطيب الكوفة : لَقد وَقَفَ شَهـيدُنا الصَدر كَمْا وَقَفَ أجدادُهُ المَعصومونَ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) ، لا تَأخُذُهُ في دِينِ اللهِ لَومَةَ لائِمٍ .
و دعا : إلى تَصحيحِ المَسار المُنْحَـرِف بِكُلِّ صَلابَةٍ وَ شَجاعَةٍ وَ قوة ، إنْضَمَّ إليهِ -بِسَبِبِ دَعوَته الصَادِقَة- الشَباب المؤمِن ، الذينَ إنخَرَطوا في خَطِّهِ الشَريف ، خَطُ أهْلِ البَيت (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) .
و أوضح : أن الشَهـيد الصَدر أتخذ مِنْ صَلاةِ الجُمُعَةِ المُبارَكَة -المُقامَة في مُدنِ العِراق- مِنْبَراً لِلأمْرِ بِالمَعروفِ وَ النَهيِ عَنِ المُنْكَرِ ، حَتّى أقامَها بِنَفسِهِ في هذا المَسْجِدِ المُعَظَّم ، وَمِنْ هذا المِنْبَرِ الشَريفِ مُرْتَدياً الكَفَن ، في إشارَةٍ واضِحَةٍ لِطَلَبِ الشَهادةِ في سَبيلِ دِينِ اللهِ ، و الإصلاحِ قَبْلَ تَفاقُمِ الوَضْعِ الفاسِـد .
ولفت الوحيلي : إلى نَجَاح الشَهـيد السَيّد مُحمَّد الصَدر في كَشْفَ زَيْفِ الحكومَةِ الظالِمَةِ الفاسِدة ، وَ ما تَدعو لَهُ مِنْ أفكارٍ مُنحَـرِفَةٍ ، و تَحدّيه لظُلم وَ طُغيان البَعْثِ الكافِـر ، فَقَدْ حاوَلَتِ السُلْطَة أستِمالَتَهُ ، فَوَجَدَتْهُ رافِضاً لِظُلْمِهِم وَ طُغيانِهِم ، فَلَجَأتْ إلى أساليبِ التَرْهيب فَلَمْ تُجْدِ نَفْعاً ، إذِ اسْتَمَرَّ بِمواصَلَةِ جِهـادِهِ دونَ خَوفٍ .
و تابع : فَقَدْ نَهَضَ (رحمه الله) بِدَورٍ ضَخْمٍ وَ خَطيرٍ في مَرْحَلَةٍ سِياسيَّةٍ مُعَقَّدَةٍ ، مُتَأثِّراً في عَمَلِهِ بِالثَوْرَةِ الحُسَينيَّةِ ، وَ قَدْ أنْجَزَ تَحولاً كَبيراً في المَسارِ الإسلامِيّ في العِراقِ ، فَفَجَّرَ قَضية الإصلاح لِلواقِعِ في إطارِ نَموذَجٍ جَديدٍ ، فَكانَ مَشروعه كَبيراً إنْطَلَقَ نَحوَ بِناءِ قاعِدَةٍ شَعْبيَّةٍ واسِعَةٍ وَ مُتفاعِلَةٍ مَعَ خِطاباتِهِ ، مِنْ خِلالِ صَلاةِ الجُمُعَةِ التي أحياها بَعْدَما كادَتْ أنْ تُنْسى .
و واصل الوحيلي : وَ نَظَرَ لِمْا تَحْمِلُهُ خطْبَةِ الجُمُعَة مِنْ قُوّةٍ تَأثيريِّة في المُجتَمَعِ ، حَيْث تُعَدُّ مِنْ أهَمِّ وَسائِل الاتِّصال الجَماهيريّ ، فَهيَ تَخْتَصُّ بِمَزايا لا تَتَوافَر في مِنْبَرٍ إعلاميٍّ آخَر ، كَونها تُمَثِّل شَعيرَة مِنْ شَعائِرِ الإسلامِ ، وَتَتمّ في جَوٍّ إيمانيٍّ مُؤَثِرٍ .
و أشار : إلى أن الطاغية الهَدام قد سعى لإفشال تِلكَ المَرجعيّة الثائِرة ، مِنْ خِلالِ مُحاوَلَةِ إظهار السَيدّ الصَدر لِلناسِ على أنّهُ مَرْجِع السُلْطَة ، لإبْعادِ الجَماهيرِ عَنْهُ مِنَ البِداية ، لَكِنَّ شَجاعَةَ الشَهـيد الصَدر وَ حِكْمَته وَ صَبْره أسْقَطَتْ كُلَّ مُحاوَلات الطاغية .
و أختتم خطبته : بالتأكيد على إنَّ إحْياء ذِكْره العَظيم هوَ إحياءٌ لِلمُثُلِ التّي تَجَسَّدَتْ في ذاتِهِ ، و في شَخْصيَّتِهِ وَ مَسيرَة حَياتِهِ ، وَهوَ القائِل ، أنْتُم لا يَنبغيَ أنْ تَنسوني إلى هذهِ الدَرَجَةِ ، رُبَّما إنَّ في ذِكْري شَيءٌ مِنَ النَفْعِ لِلمُجتَمَعِ ./أنتهى