15
يوليو
2024
|
العودة الى الزمن الجميل ،،، بقلم / عبدالعظيم حالوب /هولندا
نشر منذ 4 شهر - عدد المشاهدات : 60
|
في مرحلة ما استبعدت امكانية السفر عبر الزمن بل ووجدت الحديث عنها مثارا للسخرية الى ان ادركني العمر فتفحصت وجهي في المراة يوما فوجدتني قد شارفت على الخمسين، وهنا قررت ان اباشر رحلتي الجادة في البحث عن امكانية السفر عبر الزمن او بالاحرى امكانية العودة بالزمن الى الوراء وحدثت المعجزة! توفرت لي سبل العودة الى الزمن الماضي فوضبت الحقيبة وانتقلت الى الماضي الذي اجده جميلا وكانت المفاجئة !
عندما بلغت حدود الماضي اول شئ توجب علي فعله هو البحث عن نفسي وعندما سألتهم ان كانوا يعلمون اين اكون ,صعقوني باجابة مفادها ان من ابحث عنه سلك طريقا يؤدي بسالكيه الى المستقبل اذهب علك تجده هنالك!.
من منا لا تنطبق عليه هذه الحكاية ؟ ومن منا لا تستهويه فكرة العودة عبر الزمن ومن منا لا يتمنى ان يمتلك تلك العصا السحرية التي تدني له الماضي؟
عبارة العودة نحو الزمن الجميل قد يطلقها الفرد حين يستلهمه الماضي او يعتريه الحنين لاشياء لم يعد يجدها في الحاضر . يستذكر الاوقات السعيدة التي ارتبطت بتجارب شخصية سادت في فترة ما. معادلة بسيطة تسري قوانينها على كل بقعة من بقاع العالم سوى العراق. في هذا البلد كثيرا ما يحن الانسان الى اشياء, ويتوق الى عودتها وهي بالاساس لم تكن في يوم ما جزء متاصلا من حياته. ولايقتصر الموضوع على العودة الى زمن ما والحنين اليه فحسب بل وتجده متعصبا في الزود عن ذاك الزمن , تجرحه الكلمة التي تستهدف تلك الحقبة، ولو تمعنا قليلا تجده في واقع الحال لم ير يشهد ذاك الزمن ولم تصطحبه ثانية منه قط. وهذا ما انطبق علي حرفيا في يوم ما. ففي تسعينيات العراق المضنية المسغبة طالما اطربتنا الذكريات والهمتنا الحكايات التي وردتنا من ايام الملك ثم ما ننفك قليلا حتى وتشجينا ايام الخير ابان حكم الزعيم وهلم جرا . وهذا ما يحذوه شبابنا اليوم الذي يتوقون لايام النظام السابق لا لشيء سوى الهروب من واقع قد يجده الكثيرون هو افضل من مرحلة الحصار والحروب التي خاضها النظام انذاك وهي بلا طعم و رائحتها ازكمت انوفنا وذاكرتنا حتى يومنا هذا.
ربما علينا ان نتقبل الحاضر بجميله وسيئه وبحلوه ومره... فالحاضر هو احلى ما تتيحه لنا الحياة التي وهبها الله لنا/انتهى
صور مرفقة